Monday, December 12, 2016

Article sur le FIFM paru dans le journal Electronique OKHBIR.COM


LIEN URL
http://www.okhbir.com/?p=65644

متى يزول “نظام التمييز العنصري” في مهرجان مراكش؟!

رزاق عبدالرزاق*
 
ما جدوى الكتابة النزيهة عن مهرجان غير نزيه؟ نفس الأخطاء القاتلة تتكرر كل سنة.. من بين هذه الأخطاء التي تسيء إلى سمعة مهرجان مراكش للفيلم الذي بدأ يزحف تدريجيا إلى مهرجان للتلفزيون، الميز بين الضيوف الحاملين للشارة٬ بين الفرنسيين والمغاربة٬ بل كذلك بين المغاربة أنفسهم٬ حيث الأسبقية لأفراد عائلات مدراء وكوادر المؤسسات الداعمة٬ وأصدقائهم وصديقاتهم الذين يجوبون الفضاءات الاستعراضية، متباهين بألبستهم ومجوهراتهم، وكأن المهرجان مخصص لعرض الأزياء وليس لآخر الإنتاجات السينمائية. هذه الفئة المحظوظة تأتي ”للتفطاح” في فنادق مصنفة. لا تساهم في النقاش ”السينيفيلي ”، وفي محاورة ضيوف “الماستركلاس” التي تدور في قاعة السفراء، والتي أواضب شخصيا على تتبعها، لأنني اعتبرها أهم من الأفلام المعروضة على الشاشة الفضية. وبالمناسبة أحيي الطلاب على الاهتمام بهذه النقاشات وإثرائها بأسئلتهم المحورية والبناءة. وقد كان من الأجدى تدوين محتوياتها ونشرها على الشبكة العنكبوتية لتعميم الفائدة.
إن الإشكال الذي يُعَقِّدُ الحساب الأريتميتيكي، هو أنه كلما كبر عدد المؤسسات المحتضنة، كلما تعقد ولوج قاعة الوزراء التي يدور فيها حفلا الافتتاح والاختتام على عدد كبير من حاملي الشارة الرسمية. إن الأمر يتطلب أفكارا جديدة والبحث عن قاعات جديدة تتسع لأكبر عدد من الضيوف، وبهذه الطريقة يزول الحيف.
من بين الأفكار الجديدة التي نقترحها على المنظمين، من خلال هذا المنبر الإعلامي النزيه، ومن أجل إعطاء نَفَس جديد، خاصة بعد تحقير السينما الهندية، الذي ترك آثارا سلبية على مجريات وفقرات المهرجان، وكذلك على ساكنة المدينة الحمراء. يتعلق الأمر بإحداث فقرة جديدة خاصة بالإنتاجات الأجنبية التي تختار المغرب لتصوير لقطاتها، هذه الفقرة تحمل اسم ”مايكين اوف”. فبعد إضافتها إلى الهيكلة العامة، ستخلق دينامكية وفرصا جديدة لتطوير المهرجان والشأن السينمائي بالمغرب.
وكملاحظة أخرى، في الدورات الأولى كان يتم إدماج الصحافيين بالنقاد كما جرت العادة في جميع المهرجانات الدولية، لكن ما دمنا في بلد الإستتناءات، قررت الإدارة، خاصة بعد تأسيس ”الفونداسيون” الضامنة لاستمرار التظاهرة ماليا ولوجيستيكيا، إبعاد النقاد عن الصحافيين، وتهميشهم .وعلى ذكر النقد السينمائي، يجب الإشارة أنه صار ينقسم إلى صنفين، صنف ”كاري حنكو ” الذي يطبل ويصفق للتفاهات، بسذاجة الأمي الجاهل، تم صنف ثان، حُر في تصرفاته، بكونه لا ينتمي لأي تكتل إيديولوجي أو حزبي، ملتزم بمبادئه، ولا يتوانى في قول كلمة حق، ولا يبخل في الإدلاء بالرأي الصادق والتحليل الموضوعي في التناول الثقافي للأفلام المبرمجة. ويفصح عن المكوت عنه رغم كيد الكائدين، والتحديات والإكراهات.
لقد شاخ مهرجان مراكش الدولي للفيلم كما شاخت بعض الوجوه التي تعودت على الضيافة الحاتمية والاستفادة من خيرات هذا المهرجان الذي يسير برأسين والذي يستحوذ على أضخم الميزانيات التي لو تم توظيفها في إنتاج أفلام من الحجم الهوليودي الكبير يقوم بإخراجها عمالقة السينما ك”سبيلبرغ” و”تارانتينو” و”دايفيد لين”.. وذلك انطلاقا من سيناريوهات مغربية، لكانت الفائدة أفضل وأعم.
فرغم تنصيب سكرتيرة جديدة كانت تشتغل في حقل مقاولاتي لا علاقة له بالإخراج السينمائي، لا زالت لم تظهر بصمتها، و”حنة يديها” كما يقول المثل المغربي. يبدو أنها لم تجد الوسيلة الناجعة والطاقم المثالي لحل المشاكل المستعصية. في حين أن الأمر لا يتطلب بناء برج بابل أو هرم فرعوني، وإنما إلى قسط بسيط من التواضع والقدرة على الإصغاء للآخر.
ومن أجل الوصول إلى هذا المبتغى، كان على السكرتيرة وكخطوة أولى، أن تطلع على أرشيف المهرجان الصحفي للأخذ بآراء المتتبعين وانتقاداتهم، على الخصوص آراء النقاد السينمائيين باعتبارهم الأكثر تأهيلا لفهم ألغاز اللعبة وخبايا الأمور، والأكثر إلماما بما يدور في الكواليس. وكخطوة ثانية، أن تخصص لهم لقاء للتشاور والنقاش الهادئ بعيدا عن النرفزة والتشنج. لكن هذا الاقتراح يشترط ويستوجب حضور القابلية للتشاور، دونها سيظل “الأبارتهايد المهرجاني” يعكر الجو العام ويفسد الطقوس التي يمر فيها الاحتفال، إن كان هناك حقا احتفال. فلتبديد الجليد المتراكم ولإزالة حجاب سوء الفهم، لا بد من تنازلات، لأن الهروب إلى الأمام وركوب ناصية الاستعلاء لا يؤديان في آخر المطاف إلا للأسوأ.
  * ناقد سينمائي

No comments: